« إنكم تعملون أعمالاً لا تعرف، ويوشك الغائب أن يثوب إلى أهله فمسرور أو مكظوم » وقوله تعالى :﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ ﴾ أي بشماله من وراء ظهره تثنى يده إلى ورائه، ويعطى كتابه بها كذلك ﴿ فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً ﴾ أي خساراً وهلاكاً ﴿ ويصلى سَعِيراً * إِنَّهُ كَانَ في أَهْلِهِ مَسْرُوراً ﴾ أي فرحاً لا يفكر في العواقب، ولا يخاف مما أمامه فأعقبه ذلك الفرح اليسير الحزن الطويل، ﴿ إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ ﴾ أي كان يعتقد أنه لا يرجع إلى الله، ولا يعيده بعد موته، قال ابن عباس وقتادة وغيرهما، والحَوْر هو الرجوع، قال الله :﴿ بلى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً ﴾ يعني بلى سيعيده الله كما بدأه ويجازيه على أعماله خيرها وشرها فإنه ﴿ كَانَ بِهِ بَصِيراً ﴾ أي عليماً خبيراً.