﴿ وَمَنْ أَرَادَ الآخرة وسعى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً ﴾ [ الإسراء : ١٩ ]، وقال تعالى :﴿ وَتَوَاصَوْاْ بالصبر وَتَوَاصَوْاْ بالمرحمة ﴾ أي كان من المؤمنين العاملين صالحاً، « المتواصين بالصبر على أذى الناس، وعلى الرحمة بهم »، كما جاء في الحديث :« الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء » وعن عبد الله بن عمرو يرويه قال :« من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا »، وقوله تعالى :﴿ أولئك أَصْحَابُ الميمنة ﴾ أي المتصفون بهذه الصفات من أصحاب اليمين، ثم قال :﴿ والذين كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ المشأمة ﴾ أي أصحاب الشمال، ﴿ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ ﴾ أي مطقبة عليهم فلا محيد لهم عنها، ولا خروج لهم منها، قال أبو هريرة ﴿ مُّؤْصَدَةٌ ﴾ أي مطبقة، وقال ابن عباس : مغلقة الأبواب، وقال مجاهد : أصد الباب أي أغلق، وقال الضحّاك ﴿ مُّؤْصَدَةٌ ﴾ حيط بلا باب له، وقال قتادة :﴿ مُّؤْصَدَةٌ ﴾ مطبقة فلا ضوء فيها ولا فرج ولا خروج منها آخر الأبد، وقال أبو عمران الجوني : إذا كان يوم القيامة أمر الله بكل جبار وكل شيطان، وكل من كان يخاف الناس في الدنيا شره، فأوثوا بالحديد، ثم أمر بهم إلى جهنم ثم أوصدوها عليهم أي أطبقوها، قال : فلا والله لا تستقر أقدامهم على قرار أبداً، ولا والله لا ينظرون فيها إلى أديم سماء أبداً، ولا والله لا يذوقون فيها بارد شراب أبداً.