وعن جابر بن عبد الله « أنه قال : يا رسول الله أنعمل لأمر قد فرغ منه أو لأمر نستأنفه؟ فقال :» لأمر قد فرغ منه « فقال سراقة : فيم العمل إذاً؟ فقال رسول الله ﷺ :» كل عامل ميسر لعمله « » وفي الحديث :« » ما من يوم غربت فيه شمسه إلاّ وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعهما خلق الله كلهم إلاّ الثقلين : اللهم أعط منفقاً خلفاً وأعط ممسكاً تلفاً « وأنزل الله في ذلك القرآن :﴿ فَأَمَّا مَنْ أعطى واتقى * وَصَدَّقَ بالحسنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لليسرى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ واستغنى * وَكَذَّبَ بالحسنى * فَسَنُيَسِّرُهُ للعسرى ﴾ » وذكر أن هذه الآية نزلت في ( أبي بكر الصديق ) رضي الله عنه كان يعتق على الإسلام بمكة، فكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن، فقال له أبوه : أي بني أراك تعتق أُناساً ضعفاء، فلو أنك تعتق رجالاً جلداء يقومون معك، ويمنعونك ويدفعون عنك، فقال : أي أبت إنما أريد ما عن الله، فنزلت الآية :﴿ فَأَمَّا مَنْ أعطى واتقى * وَصَدَّقَ بالحسنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لليسرى ﴾، وقوله تعالى :﴿ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تردى ﴾ قال مجاهد : أي إذا مات، وقال زيد بن أسلم : إذا تردى في النار.