« إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه » وقوله :« فرفعت » أي رفع علم تعيينها لكم، لا أنها رفعت بالكلية من الوجود، كما يقوله جهلة الشيعة، لأنه قد قال بعد هذا :« فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة »، وقوله :« وعسى أن يكون خيراً لكم » يعني عدم تعيينها لكم فإنها إذا كانت مبهمة اجتهد طلابها في ابتغائها في جميع محال رجائها، فكان أكثر للعبادة بخلاف ما إذا علموا عينها، فإنها كانت الهمم تتقاصر على قيامها فقط، وإنما اقتضت الحكمة إبهامها لتعم العبادة جميع الشهر في اتبغائها، ويكون الاجتهاد في العشر الأخير أكثر، ولهذا « كان رسول الله ﷺ يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عزَّ وجلَّ، ثم اعتكف أزواجه بعده » عن ابن عمر :« كان رسول الله ﷺ يعتكف العشر الأواخر من رمضان »، وقالت عائشة :« كان رسول الله ﷺ إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله، وشد المئزر »، ولمسلم عنها :« كان رسول الله ﷺ يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره »، وهذا معنى قولها وشد المئرز وقيل : المراد بذلك اعتزال النساء، ويحتمل أن يكون كناية عن الأمرين لما رواه الإمام أحمد، عن عائشة قالت :« كان رسول الله ﷺ إذا بقي عشر من رمضان شدة مئرزة، واعتزل نساءه »، وقد حكي عن مالك رحمه الله أن جميع ليالي العشر في تطلب ليلة القدر على السواء، لا يترجح منها ليلة على أُخرى، والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخير مه، ثم في أوتاره أكثر، والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء : اللهم إنك عفوت حب العفو فاعف عني، لما رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن بريدة أن عائشة قالت :« يا رسول الله : إن وافقت ليلة القدر فما أدعو؟ قال :» قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني « ».


الصفحة التالية
Icon