قال ابن عباس ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الأرض زِلْزَالَهَا ﴾ : أي تحركت من أسفلها ﴿ وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا ﴾ يعني ألقت ما فيها من الموتى، كقوله تعالى :﴿ إِنَّ زَلْزَلَةَ الساعة شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ [ الحج : ١ ]، وكقوله :﴿ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ﴾ [ الانشقاق : ٤ ]، وفي الحديث :« تلقى الأرض كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئاً »، وقوله عزَّ وجلَّ :﴿ وَقَالَ الإنسان مَا لَهَا ﴾ أي استنكر أمرها بعدما كانت قارة ساكنة ثابتة، وهو مستقر على ظهرها أي تقلبت الحال، فصارت متحركة مضطربة، قد جاءها من أمر الله تعالى ما قد أعده لها من الزلزال الذي لا محيد لها عه، ثم ألقت ما في بطنها من الأموات من الأولين والآخرين، وحينئذٍ استنكر الناس أمرها، وتبدل الأرض غير الأرض والسماوات، وبرزوا لله الواحد القهار، وقوله تعالى :﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ أي تحدث بما عمل العاملون على ظهرها، عن أبي هريرة قال :« قرأ رسول الله ﷺ هذه الآية :﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ قال :» أتدرون ما أخبارها؟ « قالوا : الله ورسوله أعلم، قال :» فإن أخبارها أن تشهد كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، أن تقول : عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها «، وفي » معجم الطبراني «، » تحفظوا من الأرض فإنها أمكم، وإنه ليس من أحد عامل عليها خيراً أو شراً إلاّ وهي مخبرة « وقوله تعالى :﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا ﴾ قال البخاري : أوحى لها، وأوحى إليها، ووحى لها، ووحى إليها، وكذا قال ابن عباس ﴿ أوحى لَهَا ﴾ أي أوحى إاليها، والظاهر أن هذا مضمن بمعنى أذن لها، وقال ابن عباس :﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ قال، قال لها ربها قولي، فقالت؛ وقال مجاهد ﴿ أوحى لَهَا ﴾ أي أمرها، وقال القرظي : أمرها أن تنشق عنهم، وقوله تعالى :﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ الناس أَشْتَاتاً ﴾ أي يرجعون عن موقف الحساب ﴿ أَشْتَاتاً ﴾ أي أنواعاً وأصنافاً ما بين شقي وسعيد، مأمور به إلى الجنة ومأمور به إلى النار، قال ابن جريج : يتصدعون أشتاتاً فلا يجتمعون آخر ما عليهم، وقال السدي ﴿ أَشْتَاتاً ﴾ فرقاً.
وقوله تعالى :﴿ لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ ﴾ أي ليجازوا بما عملوا في الدنيا من خير وشر، ولهذا قال :﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾. روى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال :» الخيل لثلاثة : لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر « الحديث. فسئل رسول الله ﷺ عن الحمر؟ فقال :