وروى الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله قال :« أكل رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر رطباً وشربوا ماء، فقال رسول الله ﷺ :» هذا من النعيم الذي تسألون عنه « » وروى الإمام أحمد عن محمد بن الربيع قال :« لما نزلت ﴿ أَلْهَاكُمُ التكاثر ﴾ فقرأ حتى بلغ ﴿ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾ قالوا : يا رسول الله عن أي نعيم نسأل؟ وإنما هما الأسودان الماء والتمر، وسيوفنا على رقابنا، والعدو حاضر، فعن أي نعيم نسأل؟ قال :» أما إن ذلك سيكون « ».
وروى الترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال النبي ﷺ :« إن أول ما يسأل عنه العبد من النعيم أن يقال له ألم نصحّ لك بدنك، ونروك من الماء البارد » ؟ وروى ابن أبي حاتم عن عبد الله بن الزبير قال، قال الزبير :« لمّا نزلت ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾ قالوا : يا رسول الله لأي نعيم نسأل عنه وإنما هما الأسودان التمر والماء؟ قال :» إن ذلك سيكون « » وفي رواية عن عكرمة :« قالت الصحابة : يا رسول الله، وأي نعيم نحن فيه؟ وإنما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير؟ فأوحى إلى نبيّه ﷺ : قل لهم : أليس تحتذون النعال، وتشربون الماء البارد؟ فهذا من النعيم » وعن ابن مسعود مرفوعاً :« الأمن والصحة ». وقال زيد بن أسلم « عن رسول الله ﷺ :﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾ يعني شبع البطون، وبارد الشراب، وظلال المساكن، واعتدال الخلق ولذة النوم »، وقال مجاهد : عن كل لذة من لذات الدنيا، وقال الحسن البصري : من النعيم الغداء والعشاء، وقول مجاهد أشمل هذه الأقوال، وقال ابن عباس :﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾ قال : النعيم صحة الأبدان والأسماع والأبصار، يسأل الله العباد فيما استعملوها، وهو أعلم بذلك منهم، وهو قوله تعالى :﴿ إِنَّ السمع والبصر والفؤاد كُلُّ أولئك كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [ الإسراء : ٣٦ ]. وثبت في « صحيح البخاري » و « سنن الترمذي » عن ابن عباس قال، قال رسول الله ﷺ :« نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ »، ومعنى هذا أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين لا يقومون بواجبهما، ومن لا يقوم بحق ما وجب عليه فهو مغبون.