روى البخاري، عن مسروق، عن عائشة قالت :« كان رسول الله ﷺ يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده :» سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي « يتأول القرآن »، وقالت عائشة :« كان رسول الله ﷺ يكثر في آخر أمره من قول :» سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه «، وقال :» إن ربي كان أخبرني أني سأرى علامة في أُمتي، وأمرني إذا رأيتها أن أسبح بحمده وأستغفره إنه كان تواباً، فقد رأيتها ﴿ إِذَا جَآءَ نَصْرُ الله والفتح * وَرَأَيْتَ الناس يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واستغفره إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ﴾ « » والمراد بالفتح هاهنا فتح مكة قولاً وا حداً، فإن أحياء العرب كانت تتلوم بإسلامها فتح مكة يقولون : إن ظهر على قومه فهو نبي، فلما فتح الله عليه مكة دخلوا في دين الله أفواجاً، فلم تمض سنتان حتى استوسقت جزيرة العرب إيماناً ولم يبق في سائر قبائل العرب إلاّ مظهر الإسلام و الله الحمد والمنة، وقد روى البخاري في « صحيحه » عن عمرو بن سلمة قال :« لما كان الفتح بادر كل قوم بإسلامهم إلى رسول الله ﷺ وكانت الأحياء تتلوم بإسلامها فتح مكة يقولون : دعوه وقومه، فإن ظهر عليهم فهو نبي »، الحديث. وقال الإمام أحمد بسنده :« حدَّثني جار لجابر بن عبد الله قال : قدمت من سفر فجاءني ( جابر بن عبد الله ) فسلم عليَّ، فجعلت أحدِّثه عن افتراق الناس وما أحدثوا، فجعل جابر يبكي، ثم قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :» إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً، وسيخرجون منه أفواجاً « ».


الصفحة التالية
Icon