عن أم سلمة أن النبي ﷺ كان يقول :« يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك »، ثم قرأ :﴿ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوهاب ﴾ وعن أم سلمة، عن أسماء بنت يزيد بن السكن، سمعتها تحدِّث أن رسول الله ﷺ كان يكثر من دعائه :« » اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك «، قالت : قلت يا رسول الله وإن القلب ليتقلب؟ قال :» نعم، ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا أن قلبه بين أصبعين من أصابع الله عزّ وجلّ، فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه «. قلت : يا رسول الله ألا تعلمني دعوة أدعو به لنفسي، قال :» بلى، قولي : اللهم رب محمد النبي اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن « ».
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :« كان رسول الله ﷺ كثيراً ما يدعو :» يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك «. قلت : يا رسول الله ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء، فقال :» ليس من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن إذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه. أما تسمعي قوله :﴿ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوهاب ﴾ « وعن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله ﷺ كان إذا استيقظ من الليل قال :» لا إله إلا أنت سبحانك أستغفرك لذنبي، واسألك رحمتك، اللهم زدني علماً، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة. إنك أنت الوهاب «.
وقوله تعالى :﴿ رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ الناس لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ ﴾ أي يقولون في دعائهم إنك يا ربنا ستجمع بين خلقك يوم معادهم، وتفصل بينهم وتحكم فيهم فيما اختلفوا فيه، وتجزي كلاً بعمله، وما كان عليه في الدنيا من خير وشر.


الصفحة التالية
Icon