« إليّ عباد الله، إليّ عباد الله » فذكر الله صعودهم إلى الجبل، ثم ذكر دعاء النبي ﷺ إياهم فقال :﴿ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ على أحَدٍ والرسول يَدْعُوكُمْ في أُخْرَاكُمْ ﴾.
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :« جعل رسول الله ﷺ على الرماة يوم أحد - وكانوا خمسين رجلاً - ( عبد الله بن جبير ) قال : ووضعهم موضعاً، وقال :» إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم «، قال، فهزموهم، قال : فلقد والله رأيت النساء يشتددن على جبل وقد بدت أسواقهن وخلاخلهن رافعات ثيابهن فقال أصحاب عبد الله : الغنيمة أي قوم الغنيمة! ظهر أصحابكم فما تنظرون؟ قال عبد الله بن جبير : أنسيتم ما قال لكم رسول الله ﷺ ؟ فقالوا : إنا لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة. فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين فذلك الذي يدعوهم الرسول في أخراهم، فلم يبق مع رسول الله ﷺ إلا اثنا عشر رجلاً فأصابوا منا سبعين. وكان رسول الله ﷺ وأصحابه أصابوا من المشركين يوم بدر مائة وأربعين، سبعين أسيراً وسبعين قتيلاً. قال أبو سفيان : أفي القوم محمد أفي القوم محمد، أفي القوم محمد؟ ثلاثاً - قال فنهاهم رسول الله ﷺ أن يجيبوه، ثم قال : أفي القوم ابن أبي قحافة، أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن الخطاب، أفي القوم ابن الخطاب؟ ثم أقبل على أصحابه، فقال : أما هؤلاء فقد قتلوا وكفيتموهم، فما ملك عمر نفسه أن قال : كذبت والله يا عدو الله إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد أبقى الله لك ما يسوؤك، فقال : يوم بيوم بدر، والحرب سجال. إنكم ستجدون في القوم مثلة لم آمر بها ولم تسؤني. ثم أخذ يرتجز يقول : اعل هبل، فقال رسول الله ﷺ :» ألا تجيبوه «؟ قالوا : يا رسول الله ما نقول؟ قال :» قولوا الله أعلى وأجل «، قال : لنا العزى ولا عزى لكم، قال رسول الله ﷺ :» ألا تجيبوه؟ « قالوا : يا رسول الله وما نقول؟ قال :» قولوا مولانا ولا مولى لكم « ».
وقد روى البخاري عن قيس بن أبي حازم قال : رأيت يد طلحة شلاء وقى بها النبي ﷺ يعني يوم أحد، وفي الصحيحين، عن أبي عثمان النهدي قال : لم يبق مع رسول الله ﷺ في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله ﷺ إلا طلحة بن عبيد الله وسعد عن حديثهما.