وقوله تعالى :﴿ وَلِيَبْتَلِيَ الله مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ أي يختبركم بما جرى عليكم ليميز الخبيث من الطيب، ويظهر أمر المؤمن من المنافق للناس في الأقوال والأفعال، ﴿ والله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور ﴾ أي بما يختلج في الصدور من السرائر والضمائر. ثم قال تعالى :﴿ إِنَّ الذين تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ التقى الجمعان إِنَّمَا استزلهم الشيطان بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ ﴾ أي ببعض ذنوبهم السالفة، كما قال بعض السلف : إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، وإن من جزاء السيئة السيئة بعدها. ثم قال تعالى :﴿ وَلَقَدْ عَفَا الله عَنْهُمْ ﴾ أي عما كان منهم من الفرار، ﴿ إِنَّ الله غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ أي يغفر الذنب ويحلم عن خلقه ويتجاوز عنهم.


الصفحة التالية
Icon