« من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثّل له شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، يأخذ بلهزمتيه - يعني بشدقيه - ثم يقول أنا مالك، أنا كنزك »، ثم تلا هذه الآية :﴿ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الذين يَبْخَلُونَ بِمَآ آتَاهُمُ الله مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ﴾ إلى آخر الآية.
( حديث آخر ) : عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال :« إن الذي لا يؤدي زكاة ماله يمثل له ماله يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان ثم يلزمه يطوقه يقول. أنا مالك أنا كنزك ».
( حديث آخر ) : عن عبد الله بن مسعود عن النبي ﷺ قال :« ما من عبد لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل له شجاع أقرع يتبعه يفر منه فيتبعه فيقول : أنا كنزك »، ثم قرأ عبد الله مصداقه من كتاب الله :﴿ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ القيامة ﴾.
وقال العوفي، عن ابن عباس : نزلت في أهل الكتاب الذين بخلوا بما في أيديهم من الكتب المنزلة أن يبينوها، رواه ابن جرير، والصحيح الأول وإن دخل هذا في معناه، وقد يقال : إن هذا أولى بالدخول والله سبحانه وتعالى أعلم. وقوله تعالى :﴿ وَللَّهِ مِيرَاثُ السماوات والأرض ﴾ أي ﴿ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾ [ الحديد : ٧ ]، فإن الأمور كلها مرجعها إلى الله عزّ وجلّ. فقدموا من أموالكم ما ينفعكم يوم معادكم ﴿ والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ أي بنياتكم وضمائركم.


الصفحة التالية
Icon