[ الأنعام : ١٥٢، الإسراء : ٣٤ ] أي لا تقربوه إلا مصلحين له فإن احتجتم إليه أكلتم منه بالمعروف.
وقوله تعالى :﴿ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ﴾ يعني بعد بلوغهم الحلم وإيناسكم الرشد منهم فحينئذ سلموا إليهم أموالهم، فإذا دفعتم إليهم أموالهم ﴿ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ ﴾ وهذا أمر من الله تعالى للأولياء أن يشهدوا على الأيتام إذا بلغوا الحلم وسلموا إليهم أموالهم لئلا يقع من بعضهم جحود وإنكار لما قبضه وتسلمه. ثم قال :﴿ وكفى بالله حَسِيباً ﴾ أي وكفى بالله محاسباً وشاهداً ورقيباً على الأولياء في حال نظرهم للأيتام وحال تسليمهم لأموالهم، هل هي كاملة موفرة أو منقوصة مبخوسة؟ ولهذا ثبت في « صحيح مسلم » أن رسول الله ﷺ قال :« يا ابا ذر إني أراك ضعيفاً، وإني أحب لك ما أحب لنفسي : لا تَأَمرنَّ على اثنين، ولا تَلِينَّ مال يتيم ».