يخبر تعالى أنه يريد أن يبين لكم أيها المؤمنون ما أحل لكم وحرم عليكم، مما تقدم ذكره في هذه السورة وغيرها، ﴿ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الذين مِن قَبْلِكُمْ ﴾ يعني طرائقهم الحميدة واتباع شرائعه التي يحبها ويرضاها، ﴿ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾ أي من الإثم والمحارم، ﴿ والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ أي في شرعه وقدره وأفعاله وأقواله، ﴿ وَيُرِيدُ الذين يَتَّبِعُونَ الشهوات أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ﴾ أي يريد أتباع الشياطين من اليهود والنصارى والزناة أن تميلوا عن الحق إلى الباطل ميلاً عظيماً. ﴿ يُرِيدُ الله أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ﴾ أي في شرائعه وأوامره ونواهيه وما يقدره لكم، ولهذا أباح الإماء بشروط كما قال مجاهد وغيره، ﴿ وَخُلِقَ الإنسان ضَعِيفاً ﴾ فناسبه التخفيف لضعفه في نفسه وضعف عزمه وهمته. وقال : طاووس :﴿ وَخُلِقَ الإنسان ضَعِيفاً ﴾ : أي في أمر النساء، وقال وكيع : يذهب عقله عندهن، وقال موسى عليه السلام لنبينا محمد ﷺ ليلة الإسراء. ماذا فرض عليكم؟ فقال : أمرني بخمسين صلاة في كل يوم وليلة، فقال له : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك، فإني قد بلوت الناس قبلك على ما هو أقل من ذلك فعجزوا وإن أمتك أضعف أسماعاً وأبصاراً وقلوباً؛ فرجع فوضع عشراً، ثم رجع إلى موسى فلم يزل كذلك حتى بقيت خمساً.


الصفحة التالية
Icon