( تفسير هذه السبع ) : وذلك بما ثبت في الصحيحين أن رسول الله ﷺ قال :« » اجتنبوا السبع الموبقات «. قيل : يا رسول الله وما هن؟ قال :» الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والسحر وأكل الربا وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات « فالنص على هذه السبع بأنهن كبائر، لا ينفي ما عداهن إلا عند من يقول بمفهوم اللقب، وهو ضعيف عند عدم القرينة، ولا سيما عند قيام الدليل بالمنطوق على عدم المفهوم كما سنورده من الأحاديث المتضمنة من الكبائر غير هذه السبع. ( حديث آخر ) : قال الإمام أحمد عن أبي أيوب قال : قال رسول الله ﷺ :» « من عبد الله لا يشرك به شيئاً، وأقام الصلاة وآتى الزكاة، وصام رمضان، واجتنب الكبائر فله الجنة - أو دخل الجنة - » فسأل رجل ما الكبائر؟ فقال :« الشرك بالله، وقتل نفس مسلمة، والفرار من الزحف » وكتب رسول الله ﷺ إلى أهل اليمن كتاباً فيه الفرائض والسنن والديات، وبعث به مع ( عمرو بن حزم ) وكان في الكتاب :« إن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة : إشراك بالله، وقتل النفس المؤمنة بغير حق، والفرار في سبيل الله يوم الزحف، وعقوق الوالدين، ورمي المحصنة، وتعلم السحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم » ( حديث آخر فيه ذكر شهادة الزور ) : عن أنس بن مالك قال :« ذكر رسول الله ﷺ الكبائر أو سئل عن الكبائر فقال :» الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين «، وقال : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا : بلى، قال :» الإشراك بالله، وقول الزور - أو شهادة الزور - « وأخرجه الشيخان من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه قال قال النبي ﷺ :» « ألا أنبئكم بأكبر الكبائر »؟ قلنا : بلى، يا رسول الله، قال :« الإشراك بالله، وعقوق الوالدين - » وكان متكئاً فجلس، فقال :« ألا وشهادة الزور، ألا وقول الزور »، فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت.
( حديث آخر فيه ذكر قتل الولد ) : عن عبد الله بن مسعود قال، « قلت : يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ وفي رواية أكبر؟ قال :» أن تجعل لله نداً وهو خلقك «، قلت : ثم أي؟ قال :» أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك « قلت : ثم أي؟ قال :» أن تزاني حليلة جارك «، ثم قرأ :﴿ والذين لاَ يَدْعُونَ مَعَ الله إلها آخَرَ ﴾ [ الفرقان : ٦٨ ] إلى قوله ﴿ إِلاَّ مَن تَابَ ﴾ [ الفرقان : ٧٠ ] ».


الصفحة التالية
Icon