« ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر » أي أقسموا الميراث على أصحاب الفرائض الذين ذكرهم الله في آيتي الفرائض، فما بقي بعد ذلك فأعطوه للعصبة، وقوله :﴿ والذين عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ أي قبل نزول هذه الآية فآتوهم نصيبهم أي من الميراث، فأيما حلف عقد بعد ذلك فلا تأثير له، وقد قيل : إن هذه الآية نسخت الحلف في المستقبل وحكم الحلف الماضي أيضاً فلا توارث به، كما قال ابن عباس ﴿ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ﴾ قال : من النصرة والنصيحة والرفادة، وقال سعيد بن جبير :﴿ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ﴾ أي من الميراث، وقد اختار ابن جرر أن المراد بقوله :﴿ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ﴾ أي من النصرة والنصيحة والمعونة، لا أن المراد فآتوهم نصيبهم من الميراث حتى تكون الآية منسوخة، ولا أن ذلك كان حكماً ثم نسخ، بل إنما دلت الآية على الوفاء بالحلف المعقود على النصرة والنصيحة فقط، فهي ( محكمة ) لا ( منسوخة ) وهذا الذي قال فيه نظر، فإن من الحلف ما كان على المناصرة والمعاونة، ومنه ما كان على الإرث كما حكاه غير واحد من السلف، وكما قال ابن عباس كان المهاجري يرث الأنصاري دون قراباته وذوي رحمه، حتى نسخ ذلك فكيف يقولون إن هذه الآية محكمة غير منسوخة؟ والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon