أخرجاه، ولفظه للبخاري ولمسلم :« فليقعده معه فليأكل، فإن كان الطعام مشفوهاً قليلاً، فليضع في يده أكلة أو أكلتين » وعن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال :« هم إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم » أخرجاه.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ﴾ أي مختالاً في نفسه، معجباً متكبراً فخوراً على الناس يرى أنه خير منهم، فهو في نفسه كبير، وهو عند الله حقير، وعند الناس بغيض، قال مجاهد في قوله :﴿ إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً ﴾ يعني متكبراً، ﴿ فَخُوراً ﴾ يعني : بعدما أعطى وهو لا يشكر الله تعالى، يعني : يفخر على الناس بما أعطاه الله من نعمه، وهو قليل الشكر لله على ذلك، وقال ابن جرير عن أبي رجاء الهروي : لا تجد سيء الملكة إلا وجدته مختالاً فخوراً، وتلا :﴿ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ الآية، ولا عاقاً إلا وجدته جباراً شقياً، وتلا :﴿ وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً ﴾ [ مريم : ٣٢ ]. وقال مطرف : كان يبلغني عن أبي ذر حديث كنت أشتهي لقاءه، فلقيته، فقلت : يا ابا ذر بلغني أنك تزعم أن رسول الله ﷺ، قال :« إن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة، قال : أجل، قلت : من الثلاثة الذين يبغض الله؟ قال : المختال الفخور أوليس تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل، ثم قرأ الآية :﴿ إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ﴾. قلت : يا رسول الله أوصني قال :» إياك وإسبال الإزار. فإن إسبال الإزار من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة «.


الصفحة التالية
Icon