وقوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَآ الذين آمَنُواْ اذكروا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ ﴾، روي أن النبي ﷺ نزل منزلاً وتفرق الناس في العضاه يستظلون تحتها، وعلق النبي ﷺ سلاحه بشجرة، فجاء أعرابي إلى سيف رسول الله ﷺ فأخذه فسله، ثم أقبل على النبي ﷺ فقال : من يمنعك مني؟ قال :« الله عزَّ وجلَّ » قال الأعرابي مرتين أو ثلاثاً : من يمنعك مني؟ والنبي ﷺ يقول :« الله »، قال فَشَامَ الأعرابي السيف، فدعا النبي ﷺ أصحابه، فأخبرهم خبر الأعرابي وهو جالس إلى جنبه ولم يعاقبه. وقصة هذا الأعرابي وهو ( غورث ابن الحارث ) ثابتة في الصحيح. وقال ابن عباس : إن قوماً من اليهود صنعوا لرسول الله ﷺ ولأصحابه طعاماً ليقتلوهم، فأوحى الله إليه بشأنهم، وقال أبو مالك : نزلت في كعب بن الأشرف وأصحابه حين أرادوا أن يغدروا بمحمد وأصحابه في دار كعب بن الأشرف وذكر محمد بن إسحاق بن يسار : أنها نزلت في شأن بني النضير حين أرادوا أن يلقوا على رأس رسول الله ﷺ الرحى لما جاءهم يستعينهم في دية العامريين، ووكلوا ( عمرو بن جحاش ) بذلك، وأمروه إن جلس النبي ﷺ تحت الجداء أن يلقي تلك الرحى من فوقه، فأطلع الله النبي ﷺ على ما تمالأوا عليه، فرجع إلى المدينة وتبعه أصحابه، فأنزل الله في ذلك هذه الآية. وقوله تعالى :﴿ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون ﴾ يعني من توكل على الله كفاه الله ما أهمه، وحفظه من شر الناس وعصمه.