وقوله تعالى :﴿ فَأَصْبَحَ مِنَ النادمين ﴾ قال الحسن البصري : علاه الله بندامة بعد خسران. فهذه أقوال المفسرين في هذه القصة، وكلهم متفقون على أن هذين ابنا آدم لصلبه كما هو ظاهر القرآن، وكما نطق به الحديث في قوله :« إلاّ كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل »، وهذا ظاهر جلي. وقال رسول الله ﷺ :« إن الله ضرب لكم ابني آدم مثلاً فخذوا من خيرهم ودعوا شرهم »، والظاهر أن قابيل عوجل بالعقوبة، كما ذكره مجاهد وابن جبير : أنه علقت ساقه بفخذه يوم قتله وجعل الله وجهه إلى الشمس حيث دارت عقوبة له وتنكيلاً به. وقد ورد في الحديث أن النبي ﷺ قال :« ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم »، وقد اجتمع في فعل قابيل هذا وهذا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.