﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ أي موجع، ﴿ يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النار وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴾، كما قال تعالى :﴿ كُلَّمَآ أرادوا أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا ﴾ [ الحج : ٢٢ ] الآية. فلا يزالون يريدون الخروج مما هم فيه من شدته وأليم مسه ولا سبيل لهم إلى ذلك، كلما رفعهم اللهب فصاروا في أعلى جهنم ضربتهم الزبانية بالمقامع الحديد فيردوهم إلى أسفلها ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴾ أي دائم مستمر لا خروج لهم منها، ولا محيد لهم عنها، وقد قال رسول الله ﷺ :« يؤتى بالرجل من أهل النار، فيقال له يا ابن آدم كيف وجدت مضجعك؟ فيقول شر مضجع، فيقال له تفتدي بقراب الأرض ذهباً؟ قال فيقول : نعم يا رب، فيقول الله تعالى : كذبت قد سألتك أقل من ذلك فلم تفعل فيؤمر به إلى النار » وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله ﷺ قال :« يخرج من النار قوم فيدخلون الجنة » قال : فقلت لجابر بن عبد الله يقول الله :﴿ يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النار وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا ﴾ قال : أتل أول الآية ﴿ إِنَّ الذين كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي الأرض جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ ﴾ الآية، ألا إنهم الذين كفروا. وعن طلق بن حبيب قال : كنت من أشد الناس تكذيباً بالشفاعة، حتى لقيت جابر بن عبد الله، فقرأت عليه كل آية أقدر عليها يذكر الله فيها خلود أهل النار فقال : يا طلق أتراك أقرأ لكتاب الله وأعلم بسنّة رسول الله مني؟ إن الذين قرأت هم أهلها هم المشركون، ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوباً فعذبوا ثم أخرجوا منها ثم أهوى بيديه إلى أذنيه، فقال : صمَّتا إن لم أكن سمعت رسول الله ﷺ يقول :« يخرجون من النار بعدما دخلوا » ونحن نقرأ كما قرأت. رواه ابن مردويه.