وحاصل ما ذكره المفسِّرون وما دل عليه السياق أنهم بدّلوا أمر الله لهم من الخضوع بالقول والفعل، فأُمروا أن يدخلوا سجداً فدخلوا يزحفون على أستاههم رافعي رؤوسهم، وأُمروا أن يقولوا حطة أي أحطط عنا ذنوبنا وخطايانا فاستهزأوا فقالوا حنطة في شعيرة، وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة، ولهذا أنزل الله بهم بأسه وعذابه بفسقهم وهو خروجهم عن طاعته، ولهذا قال :﴿ فَأَنزَلْنَا عَلَى الذين ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السمآء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ﴾. وقال الضحّاك عن ابن عباس : كل شيء في كتاب الله من الرجز يعني به العذاب وقال أبو العالية : الرجزُ الغضبُ وقال سعيد بن جبير : هو الطاعون، لحديث :« الطاعون رجز عذاب عُذِّب به من كان قبلكم ».