قال : وقال رسول الله ﷺ :« إني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين، فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ».
( حديث آخر ) : قال الطبراني عن جابر بن سمرة السوائي عن علي أن رسول الله ﷺ قال :« سألت ربي ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، فقلت : يا رب لا تهلك أمتي جوعاً فقال : هذه لك. قلت : يا رب لا تسلط عليهم عدواً من غيرهم يعني أهل الشرك فيجتاحهم قال : ذلك لك، قلت : يا رب لا تجعل بأسهم بينهم - قال - فمنعني هذه » ( حديث آخر ) : قال الحافظ أبو بكر بن مردويه عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال :« دعوت ربي عزَّ وجلَّ أن يرفع عن أمتي أربعاً فرفع الله عنهم اثنتين، وأبى عَليَّ أن يرفع عنهم اثنتين : دعوت ربي أن يرفع الرجم من السماء والغرق من الأرض، وأن لا يلبسهم شيعاً، وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض، فرفع الله عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض، وأبى أن يرفع اثنتين القتل والهرج » ( طريق أخرى ) : عن ابن عباس قال :« لما نزلت هذه الآية :﴿ قُلْ هُوَ القادر على أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾ قال : فقام النبي - ﷺ فتوضا ثم قال :» اللهم لا ترسل على أمتي عذاباً من فوقهم ولا من تحت أرجلهم ولا تلبسهم شيعاً، ولا تذق بعضهم بأس بعض « قال : فأتاه جبريل فقال : يا محمد إن الله قد أجار أمتك أن يرسل عليهم عذاباً من فوقهم أو من تحت أرجلهم » قال مجاهد وسعيد بن جبير والسدي وابن زيد وغير واحد في قوله :﴿ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ ﴾ يعني الرجم، ﴿ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ يعني الخسف وهذا هو اختيار ابن جرير.
وكان عبد الله بن مسعود يصيح وهو في المسجد أو على المنبر يقول : الا أيها الناس إنه قد نزل بكم، إن الله يقول :﴿ قُلْ هُوَ القادر على أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ ﴾ لو جاءكم عذاب من السماء لم يبق منكم أحد ﴿ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ لو خسف بكم الأرض أهلككم ولم يبق منكم أحداً، ﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾، ألا إنه نزل بكم أسوأ الثلاث. وقال ابن جرير عن ابن عباس ﴿ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ ﴾ يعني أمراءكم، ﴿ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ يعني عبيدكم وسفلتكم، قال ابن جرير : وهذا القول وإن كان له وجه صحيح لكن الأول أظهر وأقوى، ويشهد له بالصحة قوله تعالى :


الصفحة التالية
Icon