فيأبى عليهم ولا يلتفت إليهم ولو شاء الله لهداه ولرد به إلى الطريق، ولهذا قال :﴿ قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الهدى ﴾ كما قال :﴿ وَمَن يَهْدِ الله فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ ﴾ [ الزمر : ٣٧ ]، وقال :﴿ إِن تَحْرِصْ على هُدَاهُمْ فَإِنَّ الله لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ ﴾ [ النحل : ٣٧ ] وقوله :﴿ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين ﴾ أي نخلص له العبادة وحده لا شريك له ﴿ وَأَنْ أَقِيمُواْ الصلاة واتقوه ﴾ أي وأمرنا بإقامة الصلاة وبتقواه في جميع الأحوال، ﴿ وَهُوَ الذي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ أي يوم القيامة، ﴿ وَهُوَ الذي خَلَقَ السماوات والأرض بالحق ﴾ أي بالعدل فهو خالقهما ومالكهما والمدبر لهما ولمن فيهما، وقوله :﴿ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ﴾ يعني يوم القيامة الذي يقول الله كن فيكون عن أمره كلمح البصر أو هو أقرب، واختلف المفسرون في قوله :﴿ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصور ﴾، فقال بعضهم : المراد بالصور هنا جمع صورة أي يوم ينفخ فيها فتحيا. قال ابن جرير كما يقال : سور لسور البلد، وهو جمع سورة، والصحيح أن المراد بالصور القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام، قال ابن جرير : والصواب عندنا ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله ﷺ أنه قال :« إن إسرافيل قد التقم الصور وحتى جبهته متى يؤمر فينفخ » وقال الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال، « قال أعرابي : يا رسول الله ما الصور؟ قال :» قرن ينفخ فيه «.


الصفحة التالية
Icon