وفي بعض الروايات هذا ممن عمل قليلاً وأجر كثيراً.
وروى ابن مردويه عن عبد الله بن سخبرة قال، قال رسول الله ﷺ :« » من أعطي فشكر ومنع فصبر وظلم فاستغفر وظلم فغفر « وسكت قال : فقالوا : يا رسول الله ما له؟ قال :﴿ أولئك لَهُمُ الأمن وَهُمْ مُّهْتَدُونَ ﴾ » وقوله :﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ آتَيْنَاهَآ إِبْرَاهِيمَ على قَوْمِهِ ﴾ أي وجهنا حجته عليهم. قال مجاهد وغيره يعني بذلك قوله :﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بالله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الفريقين أَحَقُّ بالأمن ﴾ الآية. وقد صدقه الله وحكم له بالأمن والهداية فقال :﴿ الذين آمَنُواْ وَلَمْ يلبسوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أولئك لَهُمُ الأمن وَهُمْ مُّهْتَدُونَ ﴾، ثم قال بعد ذلك كله :﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ آتَيْنَاهَآ إِبْرَاهِيمَ على قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَآءُ ﴾ قرىء بالإضافة وبلا إضافة، وكلاهما قريب في المعنى. وقوله :﴿ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾ أي حكيم في أقواله وأفعاله، عليم : أي بمن يهديه ومن يضله وإن قامت عليه الحجج والبراهين، كما قال :﴿ إِنَّ الذين حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حتى يَرَوُاْ العذاب الأليم ﴾ [ يونس : ٩٦-٩٧ ]، ولهذا قال هاهنا :﴿ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾.