فقالوا له : يا رسول الله ادع لنا ربك حتى يبين لنا من صاحبه فيؤخذ صاحب القضية، فوالله إن ديته علينا لهيِّنة، ولكن نستحيي أن نعيَّر به فذلك حين يقول تعالى :﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فادارأتم فِيهَا والله مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ [ البقرة : ٧٢ ]، فقال لهم موسى :﴿ وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً ﴾، قالوا : نسألك عن القتيل وعمن قتله وتقول اذبحوا بقرة أتهزأ بنا؟ ﴿ قَالَ أَعُوذُ بالله أَنْ أَكُونَ مِنَ الجاهلين ﴾. قال ابن عباس : فلو اعترضوا بقرة فذبحوها لأجزأت عنهم، ولكن شدَّدوا وتعنَّتوا على موسى فشدَّد الله عليهم. والفارض الهرمة التي لا تولد، والبكر التي لم تلد إلا ولداً واحداً والعَوَان النصْفُ التي بين ذلك التي قد ولدت وولد ولدها ﴿ فافعلوا مَا تُؤْمَرونَ * قَالُواْ ادع لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا ﴾ [ البقرة : ٦٨-٦٩ ] قال نقي لونها ﴿ تَسُرُّ الناظرين ﴾ [ البقرة : ٦٩ ] قال تعجب الناظرين ﴿ قَالُواْ ادع لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البقر تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ الله لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأرض وَلاَ تَسْقِي الحرث مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا ﴾ [ البقرة : ٧٠-٧١ ] من بياض ولا سواد ولا حمرة ﴿ قَالُواْ الآن جِئْتَ بالحق ﴾ [ البقرة : ٧١ ] فطلبوها - من صاحبها - وأعطوا وزنها ذهباً فأبى فأضعفوه له حتى أعطوه وزنها عشر مرات ذهباً فباعهم إيّاها وأخذ ثمنها فذبحوها، قال : اضربوه ببعضها فضربوه بالبضعة التي بين الكتفين فعاش فسألوه مَن قتلك فقال لهم ابن أخي قال : أقتله فآخذ ماله وأنكح ابنته، فأخذوا الغلام فقتلوه.


الصفحة التالية
Icon