أكد تعالى على الشيطان اللعنة والطرد والإبعاد والنفي عن محل الملأ الأعلى بقوله :﴿ قَالَ اخرج مِنْهَا مَذْءُوماً مَّدْحُوراً ﴾، قال ابن جرير : أما المذؤوم فهو المعيب، والذأم : العيب يقال ذأمه ذأماً فهو مذؤوم، والذام والذيم أبلغ في العيب من الذم، قال : والمدحور المقصيّ وهو المبعد المطرود. وقال ابن أسلم : ما نعرف المذؤوم والمذموم إلا واحداً، وقال ابن عباس : صغيراً مقيتاً، وقال السدي : مقيتاً مطروداً، وقال قتادة : لعيناً مقيتاً، وقال مجاهد : منفياً مطروداً، وقال الربيع بن أنس : مذؤوماً منفياً والمدحور المصغر. وقوله تعالى :﴿ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾، كقوله :﴿ قَالَ اذهب فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً ﴾ [ الإسراء : ٦٣ ].