عن ابن عباس قال : كانت الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته السنبلة، فلما أكلا منها بدت لهما سوآتهما، وكان الذي وارى عنهما من سوآتهما أظفارهما، وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ورق التين، يلزقان بعضه إلى بعض، فانطلق آدم عليه السلام مولياً في الجنة، فعلقت برأسه شجرة من الجنة، فناداه الله : يا آدم أمني نفر؟ قال : لا، ولكني أستحييك يا رب، قال : أما كان لك فيما منحتك وأبحتك منها مندوحة عما حرمت عليك؟ قال : بلى يا رب، ولكن وعزتك ما حسبت أن أحداً يحلف بك كاذباً، قال : وهو قول الله عزّ وجلّ ﴿ وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ الناصحين ﴾ [ الأعراف : ٢١ ] قال : فبعزتي لأهبطنك إلى الأرض، ثم لا تنال العيش إلا كداً قال : فاهبط من الجنة، وكانا يأكلان منها رغداً فأهبط إلى غير رغد من طعام وشراب، فعلم صنعة الحديد، وأمر بالحرث، فحرث وزرع ثم سقى، حتى إذا بلغ حصد، ثم داسه ثم ذراه، ثم طحنه، ثم عجنه، ثم خبزه، ثم أكله، فلم يبلغه حتى بلغ منه ما شاء الله أن يبلغ، وقال سعيد بن جبير عبن ابن عباس ﴿ وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجنة ﴾ قال : ورق التين، وقال مجاهد : جعلا يخصفان عليهما من ورق الجنة قال كهيئة الثوب، وقال وهب بن منبه في قوله :﴿ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا ﴾ [ الأعراف : ٢٧ ] قال : كان لباس آدم وحواء نوراً على فروجهما، لا يرى هذا عروة هذه، ولا هذه عورة هذا، فلما أكلا من الشجر بدت لهما سوآتهما. وقال قتادة : قال آدم : أي رب أرأيت إن تبت واستغفرت، قال : إذاً أدخلك الجنة، وأما إبليس فلم يسأله التوبة وسأله النظرة، فأعطى كل واحد منهما الذي سأله. وقال ابن جرير عن ابن عباس قال : لما أكل آدم من الشجرة قيل له : لم أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها؟ قال : حواء أمرتني، قال : فإني قد أعقبتها أن لا تحمل إلا كُرهاً، ولا تضع إلا كُرهاً، قال : فرنت عند ذلك حواء، فقيل لها : الرنة عليك وعلى ولدك؛ وقال الضحاك بن مزاحم في قوله :﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسرين ﴾ هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه.


الصفحة التالية
Icon