« هم آخر من يفصل بينهم من العباد، فإذا فرغ رب العالمين من الفصل بين العباد، قال : أنتم قوم أخرجتكم حسناتكم من النار، ولم تدخلوا الجنة، فأنت عتقائي، فارعوا من الجنة حيث شئتم ».
وقد حكى القرطبي وغيره فيهم اثني عشر قولاً، وقوله تعالى :﴿ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ ﴾، قال ابن عباس : يعرفون أهل الجنة ببياض الوجوه، وأهل النار بسواد الوجوه، وقال العوفي عن ابن عباس : أنزلهم الله بتلك المنزلة ليعرفوا من في الجنة والنار، وليعرفوا أهل النار بسواد الوجوه، ويتعوذوا بالله أن يجعلهم مع القوم الظالمين، وهم في ذلك يحيون أهل الجنة بالسلام لم يدخلوها وهم يطمعون أن يدخلوها، وهم داخلوها إن شاء الله، وقال الحسن : إنه تلا هذه الآية :﴿ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴾ قال : والله ما جعل ذلك الطمع في قلوبهم إلا لكرامة يريدها بهم، وقال قتادة : قد أنبأكم الله بمكانهم من الطمع، وقوله :﴿ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ النار قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القوم الظالمين ﴾. قال الضحاك عن ابن عباس : إن أصحاب الأعراف إذا نظروا إلى أهل النار وعرفوهم قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. وقال السدي : وإذا مروا بهم يعني أصحاب الأعراف بزمرة يذهب بها إلى النار قالوا : ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. وقال عكرمة : تحدد وجوههم للنار، فإذا رأوا أصحاب الجنة ذهب ذلك عنهم، وقال ابن أسلم في قوله :﴿ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ النار ﴾ فرأوا وجوههم مسودة وأعينهم مزرقة ﴿ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ القوم الظالمين ﴾.


الصفحة التالية
Icon