هذا خبر من الله تعالى عما واجهت به الكفار نبيه شعيباً ومن معه من المؤمنين، وتوعدهم إياه ومن معه بالنفي عن القرية أو الإكراه على الرجوع في ملتهم والدخول معهم فيما هم فيه، وهذا خطاب مع الرسول؛ والمراد أتباعه الذين كانوا معه على الملة، وقوله :﴿ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴾ يقول : أو أنتم فاعلون ذلك ولو كنا كارهين ما تدعونا إليه، فإنا إن رجعنا إلى ملتكم ودخلنا معكم فيما أنتم فيه فقد أعظمنا الفرية على الله، في جعل الشركاء معه انداداً، وهذا تنفير منه على اتباعهم ﴿ وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله رَبُّنَا ﴾، وهذا رد إلى الله مستقيم فإنه يعلم كل شيء وقد أحاط بكل شيء علماً، ﴿ عَلَى الله تَوَكَّلْنَا ﴾ أي في أمورنا ما نأتي منها وما نذر، ﴿ رَبَّنَا افتح بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بالحق ﴾، أي احكم بيننا وبين قومنا وانصرنا عليهم، ﴿ وَأَنتَ خَيْرُ الفاتحين ﴾ أي خير الحاكمين، فإنك العادل الذي لا يجور أبداً.


الصفحة التالية
Icon