وقال عروة بن الزبير :﴿ حتى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ﴾ حتى لا يفتن مسلم عن دينه، وقوله :﴿ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله ﴾، وقال الضحاك عن ابن عباس : يخلص التوحيد لله؛ وقال الحسن وقتادة : أن يقال لا إله إلا الله، أن يكون التوحيد خالصاً لله فليس فيه شرك ويخلع ما دونه من الأنداد، وقال عبد الرحمن بن أسلم :﴿ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله ﴾ لا يكون مع دينكم كفر، ويشهد لهذا ما ثبت في « الصحيحين » عن رسول الله ﷺ أنه قال :« أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عزَّ وجلَّ » وقوله :﴿ فَإِنِ انْتَهَوْاْ ﴾ عما هم فيه من الكفر فكفوا عنه، وإن لم تعلموا بواطنهم ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾، كقوله :﴿ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصلاة وَآتَوُاْ الزكاة فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ ﴾ [ التوبة : ٥ ] الآية. وفي الآية الأخرى :﴿ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدين ﴾ [ التوبة : ١١ ]، وقال :﴿ فَإِنِ انتهوا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظالمين ﴾ [ البقرة : ١٩٣ ]. وفي الصحيح « أن رسول الله ﷺ قال لأسامة لما علا ذلك الرجل بالسيف، فقال لا إله إلا الله فضربه فقتله، فذكر ذلك لرسول الله صلى عليه وسلم، فقال لأسامة :» أقتلته بعدما قال لا إلا إلا الله؟ وكيف تصنع بلا إلا الله يوم القيامة «؟ فقال : يا رسول الله إنما قالها تعوذاً، قال :» هلا شققت عن قلبه «، وجعل يقول ويكرر عليه :» من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة «؟ قال أسامة : حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ »، وقوله :﴿ وَإِن تَوَلَّوْاْ فاعلموا أَنَّ الله مَوْلاَكُمْ نِعْمَ المولى وَنِعْمَ النصير ﴾ أي وإن استمروا على خلافكم ومحاربتكم ﴿ فاعلموا أَنَّ الله مَوْلاَكُمْ ﴾ سيدكم وناصركم على أعدائكم فنعم المولى ونعم النصير.