٢١٨ - حدثنا سعيد قال : نا عتاب، أنا خصيف، عن مجاهد قال :« قال إبراهيم : ربنا أرنا مناسكنا. فأخذ جبريل عليه السلام بيده، فذهب به حتى أتى به البيت، قال : ارفع القواعد، فرفع إبراهيم القواعد، وأتم البنيان، فذهب به إلى الصفا فقال : هذا من شعائر (١) الله، ثم ذهب به إلى المروة، فقال : وهذا من شعائر الله، ثم أخذ بيده فذهب به نحو منى، فإذا هو بإبليس عند العقبة، عند الشجرة، فقال له جبريل : كبر وارمه، فكبر ورمى، فذهب إبليس حتى قام عند الجمرة الوسطى، فحاذى به جبريل وإبراهيم، فقال جبريل : كبر وارمه، فكبر ورمى، فذهب إبليس حتى أتى الجمرة القصوى، فقال له جبريل : كبر وارمه، فكبر ورمى، فذهب إبليس، وكان الخبيث أراد أن يدخل في الحج شيئا فلم يستطع، فذهب حتى أتى به المشعر الحرام، فقال : هذا المشعر الحرام، ثم ذهب حتى أتى به عرفات، فقال : هذه عرفات، قد عرفت ما أريتك ؟ قال : نعم ثلاث مرات، قال : فأذن في الناس بالحج، قال : وكيف أؤذن ؟ قال : قل يا أيها الناس، أجيبوا ربكم ثلاث مرات فأجاب العباد : لبيك اللهم ربنا لبيك، مرتين فمن أجاب إبراهيم يومئذ من الخلق فهو حاج » فقال لي مجاهد :« يا أبا عون، القدرية لا يصدقون بهذا »

(١) الشعائر : جمع شعيرة وهي ما ندب الشرع إليه وأمر بالقيام به


الصفحة التالية
Icon