٦٩٤ - حدثنا سعيد قال : نا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال : أتي عبد الحميد وهو أمير على العراق بثلاثة نفر قد قطعوا الطريق، وخذموا بالسيوف، فأشار عليه ناس بقتلهم، فاستشارني، فقلت له : لا تفعل، فنهيته أن يقتلهم لما كنت أعلم من رأي عمر بن عبد العزيز في ذلك، أنه لا يستحل قتل شيء كان على ذلك الحال، فلم يزالوا به حتى قتل أحدهم، ثم أخذ بقلبه بعض ما قلت، فكتب بعضهم إلى عمر، فجاءه جوابه جوابا غليظا، يقبح له ما صنع، وفي الكتاب :« فهلا إذ تأولت هذه الآية ورأيت أنهم أهلها أخذت بأيسر ذلك »، قال أبو الزناد فإن رأي الذي ينتهى إلى رأيهم بالمدينة، مدعيا أنه ليس بالمحارب الذي يتلصص ويستخفي من السلطان ويغزو، لكنهم قالوا : إن المحارب الذي يفسد نسل المؤمنين، ولا يجيب دعوة السلطان