٨٨٨ - حدثنا سعيد قال : نا يزيد بن هارون، عن سعيد بن المرزبان، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، قال :« لما بلغ الناس، أن أبا بكر، يريد أن يستخلف، عمر، قالوا : ماذا يقول لربه إذا لقيه : استخلف علينا فظا غليظا، وهو لا يقدر على شيء فكيف لو قدر ؟ فبلغ ذلك أبا بكر، فقال :» أبربي تخوفوني أقول : استخلفت خير أهلك، ثم أرسل إلى عمر، فقال : إن لله عملا بالليل، لا يقبله بالنهار، وعملا بالنهار، لا يقبله بالليل، واعلم أنه لن تقبل نافلة (١) حتى تؤدوا الفريضة، ألم تر أن الله ذكر أهل الجنة، فذكرهم بأحسن أعمالهم، وذلك أنه تجاوز عن سيئة حتى يقول القائل : أنى يبلغ عملي هذا، ألم تر أن الله حين ذكر أهل النار، فذكرهم بأسوأ أعمالهم، وذلك أنه رد عليهم حسنة فلم تقبل منهم حتى يقول القائل : عملي خير من هذا، ألم تر أن الله أنزل الرغبة والرهبة، لكي يرهب المؤمن فيعمل، وكي يرغب فلا يلقي بيديه إلى التهلكة، ألم تر أن من ثقلت موازينه يوم القيامة ثقلت موازينهم باتباعهم الحق وتركهم الباطل، فثقل ذلك عليهم، وحق لميزان أن لا يوضع فيه إلا الحق أن يثقل ألم تر أن ما خفت موازين من خفت موازينه إلا باتباعهم الباطل، وتركهم الحق، وحق لميزان أن لا يوضع فيه إلا الباطل أن يخف، ثم قال : أما إن حفظت وصيتي لم يكن غائب أحب إليك من الموت، وأنت لا بد لاقيه، وإن أنت ضيعت وصيتي لم يكن غائب أبغض إليك من الموت، ولا تعجزه «

(١) النافلة : ما كان زيادة على الأصل الواجب


الصفحة التالية
Icon