٩٢٩ - حدثنا سعيد قال : نا عبد الله بن جعفر، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، عن سليمان بن موسى الأشدق، عن مكحول، عن أبي سلام الباهلي، عن أبي أمامة الباهلي، عن عبادة بن الصامت، قال :« خرج رسول الله ﷺ إلى بدر فلقي بها العدو، فلما هزمهم الله اتبعتهم طائفة من المسلمين يقتلونهم، وأحدقت (١) طائفة برسول الله ﷺ، واستولت طائفة على النهب والعسكر، فلما رجع الذين طلبوا العدو، قالوا : لنا النفل، نحن طلبنا العدو، وبنا نفاهم الله تعالى وهزمهم، وقال الذين أحدقوا برسول الله ﷺ : ما أنتم بأحق به منا، بل هو لنا نحن أحدقنا برسول الله ﷺ أن يناله من العدو غرة (٢)، وقال الذين استولوا على النهب والعسكر : ما أنتم بأحق به منا، بل هو لنا نحن استولينا عليه وأحرزناه، فأنزل الله تعالى على رسوله يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم (٣) الآية، فقسمها رسول الله ﷺ بينهم عن فواق، وكان رسول الله ينفلهم (٤) بادين الربع، فإذا قفلوا (٥) الثلث، فأخذ رسول الله ﷺ وبرة من ظهر بعيره، فقال :» ما يحل لي من الفيء (٦) قدر هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم، فأدوا الخياط (٧) والمخيط (٨)، وإياكم والغلول (٩)، فإنه عار (١٠) على أهله يوم القيامة، وعليكم بالجهاد، فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الغم والهم « وكان رسول الله ﷺ يكره النفل، ويقول :» يرد قوي القوم على ضعيفهم «
(٢) الغِرَّة : غفلة في اليقظة
(٣) سورة : الأنفال آية رقم : ١
(٤) النفل : ما كان زائدا على سهم المقاتل من الغنائم
(٥) القفول : العودة والرجوع
(٦) الفيء : ما يؤخذ من العدو من مال ومتاع بغير حرب
(٧) الخياط : الإبرة وقيل : الخيط
(٨) المخيط : الإبرة
(٩) الغلول : الخيانة والسرقة
(١٠) العار : عيب أو شين وكل ما يؤدي لهما