والقرآن معجز في عصرنا بتفاسير علماء هذا العصر، فمن أين للعلماء أن يجددوا الإعجاز في كل عصر إن لم يعن باللغة العربية (البيان والبلاغة والخطابة وغيرها مما تحدث عنه الشيخ ابن عاشور). ولئن أعجز القرآن جهابذة اللغة وأصحاب الشعر في العصر الجاهلي، فأين المتمكنون من اللغة اليوم أمثال الشيخ ابن عاشور ليعجزوا أصحاب المناهج والمذاهب والتيارات التي يعج بها عالمنا اليوم ؟
إننا لسنا بحاجة إلى من يُعجِز الآخرين باللغة وإنما الذي نحن بصدده هو من يمتلك هذه اللغة (١) [٣١] ( وسيلة للإعجاز ) لفهم القرآن الكريم ويُخوَّل له أن يعجز الآخرين بغيرها ( العلوم الحديثة والاكتشافات العصرية، والأفكار المتجددة والمعتقدات المختلفة،... ) ؟ ولا شك فإن هذا أسهل وأبسط بكثير ممن تحملوا مشاق الرد والإعجاز حول اللسان العربي ( كمادة للإعجاز ).
ليس الإسلام فقط يحاصر في كل مكان، وإنما اللغة العربية المعجِزة كذلك تكاد تذهب من أيدينا، ولا يمكن للأمة أن تتجدد ما لم تمتلك وسائل التجديد في كل عصر وأولها العربية.
نسأل الله أن يحفظ هذه الأمة ويحفظ أبناء المسلمين، ويمكَّن لهذا الدين حتى تُنشر تعاليمه وتقام معالمه.
آمين والسلام......
- فهرس الموضوعات
مقدمة................................................................................... ٣
الباب الأول :
الظروف التاريخية والسياسية والعلمية لمدينة تونس................................. ٥...
فتح مدينة تونس وتأسيس جامع "الزيتونة".............................................. ٧...
مكانة جامع مدينة تونس "الزيتونة" في شمال أفريقيا................................... ٧...
الحركة الفكرية والعلمية بتونس "أفريقية"............................................. ٨
الظروف السياسية والاجتماعية لمدينة تونس.......................................... ٩
الحركة الإصلاحية في تونس أواسط القرن التاسع عشر.............................. ١٠
الباب الثاني :
من هو الشيخ محمد الطاهر بن عاشور؟............................................. ١٣
آل عاشور........................................................................... ١٥
مولده ونشأته (١٨٧٩/١٩٧٣)....................................................... ١٥


الصفحة التالية
Icon