قال فلما أمر النبي - ﷺ - بأن يحل حلاله ويحرم حرامه ثم لا يمكن أن يحل حلاله ويحرم حرامه إلا بعد ما يعلم تفسيره ولأن الله تعالى أنزل القرآن هدى للناس وجعله حجة على جميع الخلق لقوله تعالى وأوحى إلى هذا القرءان لأنذركم به ومن بلغ الأنعام ١٩ فلما كان القرآن حجة على العرب والعجم ثم لا يكون حجة عليهم إلا بعد أن يعلموا تفسيره وتأويله فدل ذلك على أن طلب تفسيره وتأويله واجب ولكن لا يجوز لأحد أن يفسر القرآن برأيه من ذات نفسه ما لم يتعلم أو يعرف وجوه اللغة وأحوال التنزيل لأنه روي في الخبر ما حدثنا به محمد بن الفضيل قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا إبراهيم بن يوسف قال حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن
النبي - ﷺ - أنه قال ( من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ) وروى أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - ﷺ - أنه قال ( من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار )
قال الفقيه حدثنا محمد بن الفضيل قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا إبراهيم بن يوسف قال حدثنا أبو حفص عن ابن مجاهد قال قال رجل لأبي أنت الذي تفسر القرآن برأيك فبكى أبي ثم قال ( إني إذا لجرئ لقد حملت التفسير عن بضعة عشر رجلا من أصحاب النبي - ﷺ - رضي الله عنهم
وروى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه سئل عن قوله تعالى وفكهة وأبا عبس ٣١ فقال لا أدري ما الأب فقيل له قل من ذات نفسك يا خليفة رسول الله قال أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في القرآن بما لا أعلم فإذا لم يعلم الرجل وجوه اللغة وأحوال التنزيل فتعلم التفسير وتكلف حفظه فلا بأس ويكون بذلك على سبيل الحكاية والله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم