١٤٢ - أَرُونا سُبَّةً لا عيبَ فيها | يُسَوِّي بيننا فيها السَّواءُ |
أي: يَعْدِل بيننا العَدْلُ، وليس هو الظرفَ الذي يُستثنى به في قولك: قاموا سَواءَ زيد، وإنْ شاركه لفظاً. ونقل ابن عطية عن الفارسي فيه اللغاتِ الأربعَ المشهورةَ في» سواء
«المستثنى به، وهذا عجيبٌ فإن هذه اللغاتِ في الظرفِ لا في» سواء «الذي بمعنى الاستواء. وأكثر ما تجيء بعده الجملة المصدَّرة بالهمزةِ المعادَلَة بأم كهذه الآية، وقد تُحْذَف للدلالةِ كقوله تعالى:
﴿فاصبروا أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ﴾ [الطور: ١٦] أي: أصبرتم أم لم تصبروا، وقد يليه اسمُ الاستفهام معمولاً لما بعده كقولِ علقمة:
١٤٣ - سَواءٌ عليه أيَّ حينٍ أتيتَه | أساعَة نَحْسٍ تُتَّقى أم بأَسْعَدِ |
فأيُّ حين منصوبٌ بأتيتَه، وقد يُعَرَّى عن الاستفهام وهو الأصلُ نحو:
١٤٤ -....................... | سواءٌ صحيحاتُ العيون وعُورُها |
والإِنذار: التخويفُ. وقال بعضهم: هو الإِبلاغ، ولا يكاد يكونُ إلا في تخويف يَسَعُ زمانُه الاحترازَ، فإنْ لم يَسَعْ زمانُه الاحترازَ فهو إشعارٌ لا إنذارٌ قال:
١٤٥ - أنذَرْتُ عَمْرَاً وهو في مَهَل | قبلَ الصباحِ فقد عصى عَمْرُو |
ويتعدَّى لاثنين، قال تعالى:
﴿إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً﴾ [النبأ: ٤٠]
﴿أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً﴾ [فصلت: ١٣] فيكون الثاني في هذه الآية محذوفاً تقديرُه: أأنذرْتَهُمُ العذابَ أم