وقال أبو البقاء: «أَنْدَاداً جمعُ نِد ونَديد» وفي جَعْلَه جمعَ نديد نظرٌ، لأن أَفْعالاً لا يُحْفظ في فَعيل بمعنى فاعل، نحو: شَريف وأَشَرْاف ولا يُقاسُ عليه.
والنِّدُّ: المقاوِمُ المضاهي، سواء كان [مثلاً] أو ضِدَّاً أو خلافاً وقيل: هو/ الضدُّ عن أبي عبيدة، وقيل: الكُفْء والمِثْل، قال حسان:
٢٦٦ - أَتَهْجُوه ولستَ له بِنِدٍّ | فشرُّكما لخيركما الفِداءُ |
أي: لستَ له بكُفْءٍ، وقد رُوِي ذلك، وقال آخر:
٢٦٧ - نَحْمَدُ الله ولا نِدَّ له | عندَه الخيرُ وما شاءَ فَعَلْ |
وقال الزمخشري:
«النِّدُ المِثْل، ولا يُقال إلا للنِّدِّ المخالف، قال جرير:٢٦٨ - أَتَيْماً تَجْعَلونَ إليَّ نِدَّاً | وما تَيْمٌ لذي حَسَبٍ نَدِيدُ |
ونادَدْتُ الرجلَ خالَفْتُه ونافَرْتُه مِنْ: نَدَّ يَنِدُّ نُدُوداً أي نَفَر». انتهى، ويقال
«نَديدة» على المبالغة، قال لبيد:
٢٦٩ - لِكيلا يكونَ السَّنْدَرِيُّ نديدتي | وأَجْعَلُ أَقْواماً عُموماً عَماعِمَا |
وأمَّا النَّدُّ بفتح النون فهو التل المرتفعُ، والنَّدُّ الطِّيب أيضاً، ليس بعربي. وهذه الجملةُ متعلقةٌ من حيث المعنى بقوله:
«اعبدُوا»، لأنَّ أصلَ