١٠٤ - ليس في الحقِ يا أُمَيمةُ رَيْبٌ | إنما الريبُ ما يقول الكَذوبُ |
وحقيقته على ما قال الزمخشري: قَلَقُ النفس واضطرابُها، ومنه الحديث:
«دَعْ ما يَريبك إلى ما لا يَريبك»، وأنه مَرَّ بظبي خائف فقال:
«لا يُرِبْهُ أحد» فليس قول من قال:
«الريبُ الشكُّ مطلقاً» بجيدٍ، بل هو أخصُّ من الشكِّ، كما تقدَّم.
وقال بعضهم: في الريب ثلاثةُ معانٍ، أحدُها: الشكُّ. قال ابن الزبعرى:
١٠٥ - ليسَ في الحقِ يا أميمةُ رَيْبٌ... وثانيها التهمةُ: قال جميل بثينة:
١٠٦ - بُثَيْنَةُ قالت: يا جميلُ أَرَبْتَني... فقلت: كلانا يابُثَيْنُ مُريبُ
وثالثها الحاجةُ، قال:١٠٧ - قََضَيْنا من تِهامةَ كلَّ ريبٍ | وخَيْبَرَ ثم أَجْمَعْنا السيوفا |
وقوله:
﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ يجوز فيه عدةُ أوجهٍ، أن يكونَ مبتدأ وخبرُه
«فيه» متقدماً عليه إذا قلنا: إنَّ خبرَ
«لا» محذوف، وإنْ قلنا
«فيه» خبرُها كان خبرُه محذوفاً مدلولاً عليه بخبر
«لا» تقديره: لا ريبَ فيه، فيه هدىً، وأن يكونَ خبرَ مبتدأ مضمرٍ تقديرُه هو هُدَىً، وأن يكونَ خبراً ثانياً ل
«ذلك»، على