قُلْ» بلفظِ الأمرِ التفاتاً أي: قُلْ يا محمدُ. والباقون «قال» إخباراً عن عبدِ الله وهو محمدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم. قال الجحدري: وهي في المصحفِ كذلك، وقد تقدَّمَ لذلك نظائرُ في ﴿قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي﴾ [الإِسراء: ٩٣] آخرَ الإِسراء، وكذا في أولِ الأنبياءِ [الآية: ٤]، وآخر «المؤمنون».
قوله: ﴿ضَرّاً وَلاَ رَشَداً﴾ : قرأ الأعرجُ «رُشُداً» بضمَتْينِ. وجعل الضَّرَّ عبارةً عن الغَيِّ؛ لأنَّ الضَرَّ سببٌ عن الغَيِّ وثمرتُه، فأقام المسبَّبَ مُقامَ سببِه. والأصلُ: لا أَمْلِكُ غَيَّاً ولا رَشَداً، فذكر الأهمَّ. وقيل: بل في الكلامِ حَذْفان، والأصل: لا أَمْلِكُ لكم ضَرَّاً ولا نَفْعاً ولا غَيَّاً ولا رَشَداً، فحذفَ مِنْ كلِّ واحدٍ ما يَدُلُّ مقابِلُه عليه.
قوله: ﴿مُلْتَحَداً﴾ : مفعولُ «أَجِدُ» لأنَّها بمعنى: أُصيبُ وأَلْقَى. والمُلْتَحَدُ هنا: المَسْلَكُ والمَذْهَبُ قال:

٤٣٥٩ - يا لَهْفَ نفسي ولَهْفي غيرُ مُجْديَةٍ عَنِّي وما مِنْ قضاءِ الله مُلْتَحَدُ
أي: مَهْرَبٌ ومَذْهَبٌ.
قوله: ﴿إِلاَّ بَلاَغاً﴾ : فيه أوجهٌ، أحدُها: أنه استثناءٌ


الصفحة التالية
Icon