قوله: ﴿فَاقِرَةٌ﴾ : هي الداهيةُ العظيمةُ، سُمِّيَتْ بذلك لأنها تكسِرُ فَقارَ الظَّهْرِ. قال النابغة:
٤٤١٨ - أَبَى لِيَ قَبْرٌ لا يزالُ مُقابِليْ | وضَرْبَةُ فَأْسٍ فوقَ رَأْسيَ فاقِرَهْ |
أي: داهِيَةٌ مُؤَثِّرَةٌ، ومنه سُمِّي الفقيرُ لانكسارِ فَقارِه من القُلِّ، وقد تقدَّم في البقرة.
قوله:
﴿التراقي﴾ : مفعولُ
«بَلَغَتْ»، والفاعلُ مضمرٌ [يعود] على النفسِ، وإنْ لم يَجْرِ لها ذِكْرٌ، كقولِ حاتم:
٤٤١٩ - أماوِيَّ ما يُغْنِي الثَّراءُ عن الفتى | إذا حَشْرَجَتْ يوماً وضاقَ بها الصدرُ |
أي: حَشْرَجَتِ النفسُ. وقيل في البيت: إنَّ الدالَّ على النفس ذِكْرُ جُمْلَةِ ما اشتملَ عليها، وهو الغِنى، فكذلك هنا ذِكْرُ الإِنسانِ دالٌّ على النفسِ. والتَّراقِي: جمع تَرْقُوَة، أصلُها تَراقِوُ، قُلِبَتْ واوُها ياءً لانكسار ما قبلها. والتَّرْقُوَة إحدى عِظامِ الصدرِ، كذا قال الشيخ، والمعروفُ غيرُ ذلك. قال الزمخشري:
«ولكلِّ إنسانٍ تَرْقُوَتان» فعلى هذا تكونُ