قوله: ﴿وَحُقَّتْ﴾ الفاعلُ في الأصلِ هو اللَّهُ تعالى، أي: حَقَّ اللَّهُ عليها ذلك، أي: بسَمْعِه وطاعتِه. يُقال: هو حقيقٌ بكذا وتَحَقَّق به، والمعنى: وحُقَّ لها أَنْ تفعلَ.
قوله: ﴿وَإِذَا الأرض مُدَّتْ﴾ : كالأولِ، وقد تقدَّم أنه يجوزُ أَنْ يكونَ خبرَ «إذا» الأولى على زيادةِ الواوِ.
قوله: ﴿كَادِحٌ﴾ : الكَدْحُ: قال الزمخشري: «جَهْدُ النفس [في العمل] والكَدُّ فيه، حتى يُؤَثِّر فيها، ومنه كَدَح جِلِدَه إذا خَدَشَه. ومعنى» كادِحٌ «، أي: جاهِدٌ إلى لقاءِ ربِّك وهو الموتُ». انتهى. وقال ابن مقبل:
٤٥٢٤ - وما الدَّهْرُ إلاَّ تارتان فمِنْهما | أموتُ وأخرى أَبْتغي العيشَ أَكْدَحُ |
وقال آخر:٤٥٢٥ - ومَضَتْ بَشاشَةُ كلِّ عيشٍ صالحٍ | وبَقِيْتُ أكْدَحُ للحياةِ وأَنْصَبُ |
وقال الراغب:
«وقد يُستعمل الكَدْحُ استعمالَ الكَدْمِ بالأسنان. قال الخليل: الكَدْحُ دونَ الكَدْم».