لا يَغْمِزُ الساقَ مِنْ أَيْنٍ ولا وَصَبٍ | ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفه الصَّفَرُ |
معناه: ليس بساقِه أَيْنٌ ولا وصبٌ فيغمزَها. وقال الفراء قريباً منه فإنه قال:» نفى الإِلحاف عنهم وهو يريدُ جميعَ وجوهِ السؤال كما تقول في الكلام:
«قَلَّ ما رأيتُ مثلَ هذا الرجل» ولعلك [لم تَرَ قليلاً ولا كثيراً من أشباهه]. جَعَل أبو بكر الآيةَ عند بعضِهم من بابِ حَذْفِ المعطوف، وأن التقدير: لا يسألونَ للناسَ إلحافاً ولا غيرَ إلحاف. كقوله تعالى:
﴿تَقِيكُمُ الحر﴾ [النحل: ٨١] أي: والبردَ.
والإِلحافُ والإِلحاحُ واللَّجاجُ والإِحفاءُ، كلُّه بمعنى، يقال: ألحفَ وألحَّ في المسألةِ: إذا لَجَّ فيها. وفي الحديثِ:
«مَنْ سَأَلَ وله أربعون فقد أَلْحَفَ»، واشتقاقُه من اللِّحاف، لأنه يشتملُ الناسَ بمسألتِه ويَعُمُّهم. كما يشتملُ اللِّحافُ من تحتِه ويُغَطِّيه، ومنه قولُ ابن أحمر يصفُ ذَكَرَ نعامٍ يَحْضُن بيضَه بجناحَيه ويجعلُ جناحَه لها كاللحاف:
١٠٩٢ - يظلُّ يَحُفُّهُنَّ بقَفْقَفَيْهِ | ويَلْحَفُهُنَّ هَفْهافاً ثَخِينا |
وقال آخرُ في المعنى:١٠٩٣ - ثم راحوا عَبَقُ المِسْكِ بهم | يُلْحِفُون الأرضَ هُدَّابَ الأَزُرْ |
أي: يُلْبِسونها الأرضَ كإلباسِ اللحافِ للشيءِ. وقيل: بل اشتقاقُ