غير إشكال، ولكن الواحدي جَعَلَ» مِنْ «في» من الطين «لابتداءِ الغاية وهو الظاهرُ. قال الشيخ:» وقد قرأ بعضُ القراء: «فأنفخُها» أعادَ الضميرَ على الهيئة المحذوفة، إذ يكونُ التقدير: هيئةً كهيئةِ الطيرِ، أو على الكاف على المعنى، إذ هي بمعنى: مماثلةً هيئةَ الطيرِ، فيكونُ التأنيثُ هنا كما هو في آية المائدة في قوله: ﴿فَتَنفُخُ فِيهَا﴾ فتكونُ هذه القراءةُ قد حُذِفَ حرفُ الجرِّ منها كقولِه:

١٢٩٧ - ما شُقَّ جيبٌ ولا قامَتْكَ نائحةٌ ولا بَكَتْكَ جيادٌ عند إسْلابِ
وقول النابغة:
١٢٩٨ -....................... كالهِبْرِقيِّ تَنَحَّى يَنْفُخُ الفَحْما
يريد: ولا قامَتْ عليك، وينفخُ في الفحم، وقال: «وهي قراءةُ شاذة نقلها الفراء»، وعجبت منه كيف لم يَعْزُها، وقد عَزاها صاحبُ «الكشاف» إلى عبد الله قال: وقرأ عبد الله: «فأنفخُها» وأنشد:
«كالهِبْرِقيِّ تَنَحَّى»... قوله: «فيكون» في «يكون» وجهان أحدُهما: أنها تامة أي: فيوجدُ


الصفحة التالية
Icon