١٥٥٧ - فأمَّا الأُلى يَسْكُنَّ غَوْرَ تهامةٍ | فكلُّ فتاةٍ تترُكُ الحِجْلَ أَفْصَما |
١٥٥٨ - أولئك إخواني الذين عَرَفْتُهُمْ | وأخْدانُك اللاءاتُ زُيِّنَّ بالكَتَمْ |
وفي محلِّ «اللاتي» قولان، أحدُهما: أنه رفعٌ بالابتداء، وفي الخبر حينئذٍ وجهان، أحدُها: الجملةُ مِنْ قوله: «فاسْتَشْهدوا»، وجازَ دخولُ الفاءِ زائدةً في الخبرِ وإن لم يَجُزْ زيادتُها في نحو: «زيدٌ فاضرِبْ» على رأي الجمهور، لأنَّ المبتدأ أَشْبَهَ الشرطَ في كونِه موصولاً عاماً صلتُه فعلٌ مستقبل، والخبرُ مستحقٌ بالصلةِ.
الوجه الثاني: أنَّ الخبرَ محذوفٌ، والتقدير: «فيما يتلى عليكم حكُم اللاتي»، فحُذفَ الخبرُ والمضافُ إلى المبتدأ للدلالة عليهما، وأُقيم المضافُ إليه مُقامَه، وهذا نظيرُ ما فَعَله سيبويه في نحو: ﴿الزانية والزاني فاجلدوا﴾ [النور: ٢] و ﴿السارق والسارقة فاقطعوا﴾ [المائدة: ٣٨] أي: فيما يتلى عليكم حكمُ الزاينة، ويكونُ