محيصن هنا وفي جميع القرآن: ﴿يا قومُ﴾ مضمومَ الميم، ويُروى قراءةً عن ابن كثير، ووجهُها أنها لغةٌ في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم كقراءة: ﴿قل ربُّ احكمْ بالحق﴾ وقد بَيَّنْتُ هذه المسألة قبل ذلك. وقرأ ابن السَّمَيْفَع: ﴿يا قوميَ ادخلوا﴾ بفتح الياء.
قوله تعالى: ﴿فَإِنَّا دَاخِلُونَ﴾ : أي: فإنَّا داخلون الأرضَ حَذَفَ المفعولَ للدلالة عليه.
قوله تعالى: ﴿مِنَ الذين يَخَافُونَ﴾ : هذا الجارُّ والمجرور في محل رفعٍ صفةً ل «رجلان»، ومفعولُ «يخافون» محذوفٌ، تقديرُه: يخافون اللَّهَ أو يخافون العدوَّ، ولكن ثَبَّتهما الله تعالى بالإِيمان والثقة به حتى قالوا هذه المقالةَ، ويؤِّيد التقديرَ الأول التصريحُ بالمفعول في قراءة ابن مسعود: ﴿يخافون الله﴾، وهذان التأويلانِ بناءً على ما هو المشهور عند الجمهور مِنْ كَوْنِ الرجلين القائلَيْن ذلك مِنْ قومَ موسى وهما يُوشع وكالب، وقيل: الرجلان من الجبارين، ولكن أنعم الله عليهما بالإِيمان حتى قالا هذه المقالة يُحَرِّضهم على قومهم لمعاداتهم لهم في الدين، وعلى هذا القول فيحتمل أن يكونَ مفعولُ «يخافون» كما تقدَّم، أي: يخافون الله أو العدو، والمعنى كما تقدَّم، ويحتمل أن يكون المفعول ضميراً عائداً على الموصول ويكونُ الضميرُ المرفوع في «يخافون» ضميرَ بني اسرائيل، والتقدير: من الذين يخافهم بنو اسرائيل، وأيَّد الزمخشري هذا التأويل بقراءة مَنْ قرأ «يُخافون» مبنياً للمفعول، وبقوله أيضاً: ﴿أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمَا﴾ فإنه قال: «وقراءةُ