الكلام الذي فسَّر به هو أصل ذلك المفسَّر؟ على أنه قد وَرَدَ حذفُ موصوفِ «أيّ» وإبقاؤها كقوله:
١٨٦ - ٢- إذا حارب الحَجَّاجُ أيَّ منافقٍ | عَلاه بسيفٍ كلما هَزَّ يقطعُ |
قوله:
﴿ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ قد تقدَّم الكلامُ على
«ثم» هذه. وتمترون تَفْتَعُون من المِرْيَة، وتقدَّم معناها في البقرة عند قوله:
﴿مِنَ الممترين﴾ [الآية: ١٤٧] وجَعَلَ الشيخ هذا من باب الالتفات، أعني قوله:
«خَلَقَكم ثم أنتم تَمْتَرون» يعني أن قوله
﴿ثْمَّ الذين كَفَرُواْ﴾ غائبٌ، فالتفت عنه إلى قوله:
«خلقكم ثم أنتم». ثم كأنه اعترض على نفسه بأنَّ خَلْقَكم وقضاءَ الأجلِ لا يختصُّ به الكفار، بل المؤمنون مثلُهم في ذلك. وأجاب بأنه إنما قصد الكفار تنبيهاً لهم على خَلْقِه لهم وقدرتَه وقضائه لأجالهم. قال:
«وإنما جَعَلْتُه من الالتفات؛ لأن هذا الخطابَ وهو ﴿ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ لايمكن أن يندرجَ فيه مَنْ اصطفاه الله بالنبوَّة والإِيمان».
وأصل مُسَمَّى: مُسَمَّوٌ لأنه من مادة الاسم، وقد تقدَّم ذلك فقلبت الواو ياءً، ثم الياء ألفاً. وتمترون أصله تَمْتَرِيُون فأُعِلَّ كنظائر له تقدَّمَتْ.
قوله تعالى:
﴿وَهُوَ الله فِي السموات﴾ : في هذه الآية أقوالٌ كثيرة لخَّصْتُ جميعها في اثني عشر وجهاً؛ وذلك أن
«هو» فيه قولان، أحدهما: هو ضمير اسم الله تعالى يعود على ما عادت عليه الضمائر قبله والثاني: أنه ضمير القصة، قال أبو عليّ. قال الشيخ: «وإنما فَرَّ إلى هذا