والثاني: أنها حالٌ. قال أبو البقاء: «حالٌ مبيِّنة عن معنى الاستضعاف» قلت: كأنه يشير إلى المعنى الذي قَدَّمتْهُ في كونها جواباً لسؤال مقدر. والثالث: أنها مفسرةٌ لنفسِ المستضعفين؛ لأنَّ وجوه الاستضعاف كثيرة فبيَّن بأحد محتملاتِه كأنه قيل: إلا الذين استُضْعِفوا بسبب عجزهم عن كذا وكذا. والرابع: أنها صفة للمستضعفين أو للرجال ومَنْ بعدَهم، ذكره الزمخشري، واعتذر عن وَصْف ما عُرِّف بالألف واللام بالجمل التي في حكم النكرات بأن المُعَرَّف بهما لما لم يكن مُعَيَّناً جاز ذلك فيه كقوله:
١٦٤ - ٢- ولقد أَمُرُّ على اللئيم يَسُبُّني | ..................... |
و ﴿مُهَاجِراً﴾ : نصبٌ على الحال من فاعل «يَخْرج» قوله: ﴿ثُمَّ يُدْرِكْهُ﴾ الجمهورُ على جزم «يدركْه» عطفاً على الشرط قبله، وجوابه «فقد وقع»، وقرأ الحسن البصري بالنصب. قال ابن جني: «وهذا ليس بالسهل وإنما بابُه الشعر لا القرآنُ وأنشد:
١٦٤ - ٣- وسأترُكُ منزلي لبني تميم | وألحقُ بالحجازِ فاستريحا |