فوقهم غواشٌ} برفع الشين وهي كقراءة عبد الله ﴿وله الجوارُ﴾ [الرحمن: ٢٤] برفع الراء. وقد حرَّرْتُ هذه المسألةَ وما فيها من المذاهبِ واللغات في موضوعٍ غير هذا.
قوله: ﴿وكذلك﴾ تقدَّم مثله. وقوله ﴿الظالمين﴾ يحتمل أن يكون من باب وقوع الظاهرِ موقع المضمر. والمراد بالظالمين المجرمون، ويحتمل أن يكونوا غيرَهم وأنهم يُجْزَون كجزائهم.
قوله تعالى: ﴿والذين آمَنُواْ﴾ : مبتدأ وفي خبره وجهان، أحدهما: أنها الجملةُ من قولِه ﴿لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً﴾ وعلى هذا فلا بد من عائدٍ وهو مقدر، وتقديره: نفساً منهم. والثاني: هو الجملة من قوله ﴿أولئك أَصْحَابُ﴾، وتكون هذه الجملة المنفيَّةُ معترضةً بينهما، وهذا الوجه أعرب.
وقوله تعالى: ﴿مِّنْ غِلٍّ﴾ : يجوز أن تكون «مِنْ» لبيان جنس «ما»، ويجوز أن تكون حالاً فتتعلَّق بمحذوف أي: كائناً مِنْ غِل. وقوله: «تجري من تحتهم الأنهار» في هذه الجملة ثلاثة أوجه، أحدها: أنها حال من الضمير في «صدورهم» قاله أبو البقاء. وجَعَل العامل في هذه الحال معنى الإِضافة. والثاني: أنها حال، والعامل فيها «نزعنا»، قاله الحوفي. والثالث: أنها استئناف إخبار عن صفة أحوالهم.
وردَّ الشيخ الوجهين الأوَّلين: أمَّا الثاني فلأنَّ ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنهار﴾ ليس مِنْ صفة فاعل «نَزَعْنا» ولا مفعوله وهما «ن» و «ما» فكيف ينتصب