٢٣٣٣ - أليس الليلُ يجمعُ أمَّ عمروٍ وإيانا فذاك بنا تَدانى
نعم وترى الهلالَ كما أراه ويعلوها النهار كما علاني
فأجاب قوله «أليس» ب نعم مراعاةً للمعنى لأنه إيجاب.
قوله: ﴿شَهِدْنَآ﴾ هذا من كلام الله تعالى. وقيل: من كلام الملائكة. وقيل: من كلام الله تعالى والملائكة. وقيل: من كلام الذرية. قال الواحدي: «وعلى هذا لا يَحْسُن الوقفُ على قوله» بلى «ولا يتعلَّقُ» أَنْ تقولوا «ب» شَهِدْنا «ولكن بقوله» وأَشْهَدَهُمْ «.
قوله: ﴿أَن تَقُولُواْ﴾ مفعولٌ مِنْ أجله، والعامل فيه: إمَّا شهدْنا، أي: شهِدْنا كراهةَ أن تقولوا، هذا تأويل البصريين، وأمَّا الكوفيون فقاعدتهم تقدير لا النافية، تقديره: لئلا تَقولوا، كقولِه ﴿أَن تَمِيدَ بِكُمْ﴾ [النحل: ١٥]، وقول الآخر:
٢٣٣٤ - رَأَيْنا ما رأى البُصَراء فيها فآلَيْنا عليها أَنْ تُباعا
أي: أن لا تُباع، وأمَّا»
وأشهدهم «، أي: أشهدهم لئلا تقولوا أو كراهةَ أَنْ تقولوا. وقد تقدَّم أن الواحديَّ قد قال:» إنَّ شَهِدْنا إذا كان من قولِ الذرية يتعيَّن أن يتعلَّقَ «أن تقولوا» ب «أَشْهَدَهم» كأنه رأى أن التركيب يصير: شَهِدْنا أن تقولوا سواءً قرئ بالغيبة أو الخطاب، والشاهدون هم القائلون في المعنى، فكان ينبغي أن يكون التركيب: شهدنا أن نقول نحن. وهذا غيرُ لازم لأن المعنى: شهد بعضهم على بعض، فبعضُ الذرية قال: شهدنا أن يقول البعض الآخر كذلك. وذكر الجرجانيُّ لبعضهم وجهاً آخر وهو أن يكون قوله «وإذْ أخَذَ ربك» إلى قوله: «قالوا بلى» تمامَ قصة الميثاق، ثم


الصفحة التالية
Icon