قوله: ﴿كَأَنَّكَ حَفِيٌّ﴾ هذه الجملة التشبيهية في محلِّ نصبٍ على الحال مِنْ مفعولِ «يسألونك». وفي «عنها» وجهان، أحدهما: أنها متعلقةٌ بيسألونك وكأنك حَفِيٌّ معترض، وصلتها محذوفة تقديره: حَفِيٌّ بها.
وقال أبو البقاء: «في الكلام تقديمٌ وتأخير، ولا حاجةَ إلى ذلك لأن هذه كلَّها متعلقاتٌ للفعل فإنَّ قولَه: /» كأنك حفيٌّ «حال كما تقدم. والثاني أنَّ» عن «بمعنى الباء كما أن الباء بمعنى عن كقوله: ﴿فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً﴾ [الفرقان: ٥٩] ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السمآء بالغمام﴾ [الفرقان: ٢٥] لأن حَفِي لا يتعدَّى ب» عن «بل بالباءِ كقوله: ﴿كَانَ بِي حَفِيّاً﴾ [مريم: ٤٧] ويُضَمَّن معنى شيء يتعدَّى ب» عن «، أي: كأنك كاشف بحفاوتك عنها.
والحَفِيُّ: المستقصي عن الشيء، المهتبل به، المعتني بأمره قال:

٢٣٥٥ - سؤال حفيٍّ عن أخيه كأنه بذُكْرَتِهِ وَسْنانُ أو مُتَواسِنُ
وقال آخر:


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
٢٣٥٦ - فلمَّا التقينا بَيَّن السيفُ بيننا لسائلةٍ عنا حَفِيٍّ سؤالُها